السبت، 30 مايو 2015

العولة "خزن الأغذية بالطريقة التقليدية"

للتونسي عادات وتقاليد يوارثها جيل عن جيل هذه العادات تساهم بشكل كبير في نحت مميزات الحضارةالتونسية وسماتها التاريخية وتجذير خصائصها الاجتماعية ومن بين هذه العادات نذكر «العولة» التي ظلت على امتداد عشرات السنين مناسبة هامة ومميزة عند كل العائلات التونسية ويعتبر موعد انطلاق التحضيرات «للعولة» من اهم الاحداث العائلية فيستعد لها التونسي استعدادا خاصا.

"العولة" يطلق هذا المصطلح على كل مخزون غذائي من أصل نباتي، سواء بخزنه خاما كالحبوب أو التمر، أو بتحويله إلى مواد نصف جاهزة للاستهلاك.
  • ففي شمال البلاد التونسية يقع تخزين الحبوب أو تحويلها كأن يقع تحويل القمح إلى دقيق أو كسكسي أو محمص أو بسيسة أو غيرها. أماالشعير فيرحى في شكل خشن وتصنع منه الشربة.
  • وفي الوطن القبلي، يقع تحويل الفلفل إلى مسحوق أو إلى هريسة، بينما في الجنوب يصنع منه الهروس.
  • وفي الساحل التونسي يقع التعويل من الزيتون المخلل وزيت الزيتون والصابون... وكذلك في منطقة صفاقس بالإضافة إلى التعويل من اللوز لصنع الحلويات...
  • وفي الجنوب : كان سكان الواحات بنفزاوة والجريد يقومون بتخزين التمور أو بعض منتوجات الواحة من شعير أو المشماش المجفف المسمى الفرماس. وفي منطقة جبل مطماطة يقع تخزين التمور أو الشعير أو التين المجفف المسمى الغربوز.
وتشترك كل مناطق البلاد التونسية تقريبا في إعداد البهارات من تابل وكروياء ورأس حانوت.
وتجدر الإشارة إلى أن هذه العادات الغذائية قد تراجعت في العقود الأخيرة أمام استعمال الثلاجة وتوفر المواد الغذائية في المحلات التجارية المختلفة وخروج المرأة إلى العمل. وتنظم مدينة برج العامري مهرجاناً دوري اسمه المهرجان المحلي « للعولة » ببرج العامري
هذه العادة بدأت تختفي شيئا فشيئا من مجتمعنا بسبب تغيّر نمط العيش في تونس وخروج المرأة للعمل.
لكن الحقيقة لا يمكن الجزم بأن جل التونسيين قد بدأوا في التخلي عنها حيث لازالت العولة تحتل مكانة هامة وتأتي في صدارة اهتمام العائلة التونسية خاصة في الارياف حيث يعتبر التخلي عن العولة امرا يستدعي السخرية من قبل الجميع. اما في بعض المناطق الاخرى فتقتصر العولة على العائلات الكبرى .



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث في المدونة

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *