أصل كلمة "زربية" في اللجهة التونسية مستمد من اللغة العربية كما وردت في القرآن الكريم: إذ قال الله تعالى في سورة الغاشية "وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاعِمَةٌ، لِسَعْيِهَا رَاضِيَةٌ، فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ، لَّا تَسْمَعُ فِيهَا لَاغِيَة،ً فِيهَا عَيْنٌ جَارِيَة،ٌ فِيهَا سُرُرٌ مَّرْفُوعَة،ٌ وَأَكْوَابٌ مَّوْضُوعَة،ٌ وَنَمَارِقُ مَصْفُوفَةٌ، وَزَرَابِيُّ مَبْثُوثَةٌ".
الزربية التونسية مطلوبة جدا في الأسواق الداخلية والخارجية، ولعلّ الإنتاج المنزلي أو المنظم الذي يمثل قاعدة إنتاج الزربية التونسية بات يتمتع بمساعدة السلطات التونسية ويخضع من ناحية أخرى إلى علامة الجودة، حيث تلصق هذه العلامة المختومة على ظهر الزربية وتحمل بيانات حول الجودة والدقة والمقاسات والنموذج وتاريخ صنع الزربية.
وبعناية من السلطات التونسية التي عملت على تطوير القطاع والنهوض به شهدت بنيته قفزة نوعية هامة حيث تم تطوير الأنوال البدائية ومعالجة المكونات وتحسين جودة الأصواف وتطويعها، ووضع مقاييس تقنية للإنتاج والتدريب المنظم. واليوم فإن نسيج الزربية يمثل نشاطا مراقبا طرأت عليه تغييرات وتحولات عميقة على مستوى تنظيم العمل وتقنيات الصنع.
وموازاة لتقليد الشكل القيرواني كنموذج للزربية الراقية تعددت تشكيلات الألوان الدافئة والناصعة حسب أهواء وإقبال الحرفيات وتوفر الأصباغ بشكل هام. أما التقليد المتميز فهو تقليد مدينة بنزرت التي ابتدعت نمطا يتميز بنشر زخارف منظمة ومنسقة مكان الحقل المستطيل أو بتكرار شكل منتظم تربيعيا أو تعيينا يعيد تفصيلا من الركنيات القيروانية أو جزئيات أخرى من الحاشية.
وتم تقليد الزربية القيروانية في تنوعاتها في مدن تونسية عديدة، إذ أن كل جهة تتواتر فيها أسطورة معلمة جاءت من القيروان واستوطنت بالمنطقة وأدخلت التقنية القيروانية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق