السبت، 16 مايو 2015

"زهو النساء" للشاعرالزغبيب



من شعراء حاضرة تونس أصيلي الدويرات، شاعر من فحول الملحون الحيطي بلا منازع الزغبيب. ويبدوا أن الزغبيب انصهر في جو الحاضرة لدرجة أنه شيئا فشيئا ابتعد عن عشيرته واختطفته ديار الحاضرة و بيوتاتها، ومع مرور الزمن انقطع عن أصوله ولم نعد نسمع عنه سوى ما احتفظت به الذاكرة من أشعاره وغنائه الذي بقي غناية الجنوب من الدويرات يرددونه لأجيال متعاقبة 
  


ومنها هذا الموقف الرقيق الغزلي الذي  يستعيد فيه ما أغواه وأبهره من جمال غيد الحاضرة وفتنتهن.


زهو النساء ومحفل الغيد

زهو النساء ومحفل الغيد *** غنَّاي صنديد
إدا  جاز يزهر كما الصيد *** معنى ورتية ورنّه
***
يلفى كما فارس قليد *** على سابق عتيد
يجلِِّي على القلب تنكيد *** يزطّل عقل من تعنَّى
***
بتصنّتوه المواعيد *** قريب وبعيد
شهدوا على الحق توكيد *** قالوا الغنا ليه غُنَّه
***
بدعوه ناس الآجاويد *** قديم وجديد
ما هوش شغل التمرميد *** خصيص العقل ما تهَنَّى
***
بدّلت نحو المقاصيد *** بمعنى وتذبيد
لمن زايده لمحنتي كيد *** مشكاي خاضب الحنَّه
***
لمن زينها فايز فريد *** ما ليه تحديد
هلال ان ظهر ليلة العيد *** بشره من الحور جنَّة
***
لا حازها حاكم شديد *** لا قيس ورشيد
لا عند كسرى وجونيد *** ولا نالها من تمنَّى
***
لوّجت جمع التلاميذ *** الترك ودريد
مع مصر ونجع المحاميد *** امالي الحرم واهل سُنَّه
***
لوّجتها احرار وعبيد *** وجبل الصّرنديد
الشَّام والغرب وسويد *** هوى زين تونس قتلنا
***
نظيف العضاء مثل فانيد *** زايد تعربيد
أحمر من الورد والدِّيد *** رباية ضرافة وبنَّه
***
لباسهم طرز مفيد *** سوالف وتجعيد
كل بنت شركة وبقليد *** دوجة وومريم ومنَّه
***
إذا شافهم عاشق يزيد *** نشوات يا سيد
يبروا القلوب المكاميد *** الزين بيهم تكنَّى
***
نحو الغناء و المواريد *** وكثر التناهيد
راجي ملقاك يا ريد *** لا رسل منّك وصلنا
***
قالت قسوني المحاسيد ***  تحت المراصيد
بابين والثالث حديد *** وعسس منَّا ومنَّا
***
لا صبتشي مدخل يفيد *** لا نلحقه بيد
الصّبر لله توحيد *** بالحب ربي محنَّا
***
تمِّيت لفظي بتمجيد *** لا فيه ترديد
الزغبيب في العاطشة نزيد *** بحر الغناء حُزت فنَّه
***
من جايني بالتعربيد *** ركيك وبليد
نسقيه من عجرم صديد *** يشتاق عمره تهنَّى

المصدر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

بحث في المدونة

اتصل بنا

الاسم

بريد إلكتروني *

رسالة *