تعتبر صناعة النحاس في تونس من أعرق المهن التقليدية التي مازالت موجودة إلى اليوم في الأسواق التقليدية داخل المدينة العتيقة بتونس العاصمة. إذ تشكّل الأواني النحاسية عنصرا رئيسيا في محتويات جهاز العروس ومازالت العائلات تفاخر إلى اليوم بها وتعتبرها دليلا على حسن تجهيز الأسرة لابنتها.
و يذكر أنّ صناعة النحاس شهدت عصرها الذهبي في تونس في القرن الثامن عشر خاصة في المدن الكبرى مثل تونس العاصمة، صفاقس و القيروان.
و تجدر الإشارة إلى أنّ تاريخ بناء سوق النحاس في الحاضرة تونس يعود إلى العهد الحفصي أي إلى القرن السابع للهجرة القرن الثالث عشر ميلاديا ، وقد كانت تعرف آنذاك بسوق الصفارين. وقد كان الاختصاص الوحيد لهذه السوق تصنيع النحاس وصنع الأواني النحاسية وبيعها. وتؤوي هذه السوق حاليا إلى جانب نشاطها الرئيسي عدة أنشطة تجارية أخرى.
وتعتبر اليوم مدينة القيروان عاصمة الاغالبة من ابرز المدن التونسية التي مازالت محافظة على صناعة النحاس بمختلف حرفها بل إنها قد شهدت في السنوات الأخيرة إقبالا متزايدا عليها نظرا لارتفاع عائداتها خاصة بعد أن تمّ فتح الأسواق باتجاه التصدير إذ بلغ معدل الإنتاج السنوي حوالي 4000 قطعة من النحاس المطروق. ومازال سوق النحاس بالقيروان يحافظ على طابعه ويتوفر على نحو 35 متجرا. ويبلغ عدد الحرفيين المباشرين في اختصاص النحاس المطروق بالقيروان أكثر من 300 حرفي.
ويعد اختصاص النحاس المطروق من أقدم الصناعات التقليدية التي عرفت بها مدينة القيروان. وهو يعود إلى عهد الدولة الأغلبية وعرف ازدهارا في عهود العثمانيين ولا تزال هذه الحرفة تحافظ على حضورها في الأسواق من خلال تأقلمها مع روح العصر. إذ أصبحت حرفة النقش على النحاس منتشرة باستعمال خيوط الفضة خاصة على صحون النحاس الأصفر المستعملة للتعليق لزينة الجدران مع استمرار صنع أواني الطبخ من النحاس التي تحمل آثار ضرب المطرقة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق